كتبت مياسي بمناسبة يوم التدوين للأردن عن العنصرية التي ما زالت تقسم المجتمع الأردني إلى نصفين، ثم إلى نصفين آخرين وآخرين...
وبالرغم من أنني وعدت نفسي ألا أكتب في مواضيع متعلقة بالسياسة "لو شو ما صار" إلا أنني لم أستطع أن أكبت هذه الأفكار بينما كنت أقرأ مدونتها. واعذروني إن أدخلت بعض المصطلحات العامية في موضوعي فأنا لمّا أعصّب بصير ألاخم.
أنا أردنية، وأنا أفرق بين مواطن وآخر، نعم، أنا عنصرية... وأكره أكثر من نصف مجتمعي.
أنا أكره الشاب اللي بتسمم سندويشته، وعلبة البيبسي، ثم يلقيها في الشارع الذي أمضى عامل النظافة – الأردني- نهاره تحت الشمس أو في البرد ينظفه ويكنس آثار أمثال هذا الشاب. كما أكره الشاب الذي ينزل شباك سيارته ويرمي الكأس الورقية التي شرب فيها قهوته الصباحية. هؤلاء ليسوا أردنيين مهما صرحت بطاقاتهم الشخصية. وسم الهاري إن شاء الله.
وأكره الفتاة التي اتخذت مفتاحها سلاحاً اخترق جلد كرسي باص المؤسسة، بس هيك عباطة، فالكرسي سب أباها ويجب أن يعاقب.
كما أكره محمد، مين محمد؟ الدابّة اللي كاتب اسمه على جدار إحدى مؤسسات الدولة، ليش؟ هو ما في محمد غيرك بالبلد؟
وأكره حسام، الذي كتب –بطريقة ما- رقم هاتفه على باب دورة المياه الخاصة بالإناث. مع أني أشك أنها "حسامه" وبتتخوث وبمناسبة الحديث عن دورات المياه أعزكم الله، أكره البهيمة التي... خلص عرفتوا. وحسني، الذي أعجبته سيارة أحد زوار حيّه فترك توقيعه بمسمار على بابها، لأجل سمة البدن مش أكثر، لأن كل من يملك سيارة جديدة هو بالضرورة حرامي وسارق مصاري الشعب والله يجعله لا تهنى فيها لأنه سبب فقر الآخرين.
وأكره مشجع الوحدات، الذي أمسك حجراً كسر به زجاج سيارة واقفة على جانب شارع صدف أن مر به أثناء عودته من مباراة "الديربي" التي خسر فيها فريقه، لأنه رأى علم الأردن بداخلها.
أنا أكره الفلسطينية، التي سألت المتسول عن أصله قبل أن تعطيه، لأنها "ما بتعطي إلا فلسطينية"، وأكره الفلسطيني الذي يقول لي "لولانا ما كان في أردن وكان لساتكوا عايشين بخيم"، وأكره المدير الأردني الذي يحدد أولوية التعيين لديه بأصل طالب الوظيفة، لأنه "أردني حمار ولا فلسطيني شاطر" والله لا يرد الانتاجية ولا اللي بدهم يرقّعوا من وراه، وأكره المسؤول الأردني الذي يبرر فساده بأنه بده ينفّع ولاد بلده.
وأحقد على الفلسطينية التي صرخت بحفيدتها موبخة إياها لأنها تحدثت بلهجة "فلاحية"، كما أحقد على شرطي السير الذي يحرر مخالفاته لكل من لا ينتهي اسم عائلته بـ "ات" أو يبدأ بـ "بني" كما قالت مياسي.
ليس أردنياً كل من قطع شجرة، أو سرق فلساً، أو رمى ورقة أو حمّل البلد 60 جميلة إنه اشتغل ساعة، ولا أهلا ولا مرحبا به، أياً كان أصله، فالأردن غني عنه مين ما كان أبوه.
خلص فشيت غلي.